الأحد، 25 يناير 2015

هل تعلم عن قصة الطالب الكاميروني صياد الطلاب ؟



هل لديك قلب”؟. سؤال يستخدمه طالب كاميروني كسِنَّارة يصطاد بها الطلاب العابرين أمامه. إذا نجح طُعم هذا الطالب في إيقافك سيطلب منك المشاركة بكلمة لا تتجاوز عشر ثوان ضمن فيلم يقوم به يتناول قصة نجاح مهندس أنقذ حياة أبيه وآلاف المرضى. كنت من المحظوظين الذين اصطادهم الشاب الكاميروني، موسى نسامي، بسنارته.

 أخبرني أنه بصدد عمل فيلم يتحدث عن نجاح مهندس كاميروني شاب عمره 25 عامًا، واسمه، آرثر زانج. لقد قام هذا المهندس بصناعة جهاز كمبيوتر لوحي يُمكِّن المرضى من الخضوع لفحوصات للقلب دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى.

 وأشار الطالب إلى أن مواطنه استطاع بهذا الاختراع أن ينقذ حياة أبيه والكثير من المرضى في إفريقيا، الذين يقطنون قرى ومدنا نائية ولا يستطيعون تكبد وعثاء السفر إلى المدن الرئيسة؛ للخضوع للكشف. ويعاني والد الطالب موسي من مرض مزمن في القلب يتطلب فحصا دورياً. لكن المشكلة، التي كانت تواجهه هي تعذر وجود مواصلات تقله من منزله إلى العاصمة؛ بسبب الفاقة وقلة الحيلة. 

ساعد هذا الجهاز اللوحي الصغير والد نسامي في إجراء الفحوصات وهو مستلق على سرير منزله المتواضع. وفور أن ينتهي المريض من إجراء الفحوصات عبر الجهاز اللوحي تصل الطبيب على جهازه المكتبي في المستشفى رسالة إلكترونية تشتمل على النتائج التي قرأها الجهاز.

 

لقد خضع هذا الجهاز، قبل الحصول على براءة اختراع، للعديد من الاختبارات المتخصصة، التي أثبتت دقته وفاعليته حسب مجلة ”فوربز”، شباط (فبراير) 2012.

وسجل نسامي حتى الآن نحو 860 كلمة من طلاب من كافة أرجاء العالم يعبرون فيها عن شكرهم للمهندس الكاميروني آرثر زانج، بسبب اختراعه وعمله في سبيل مساعدة المرضى. فلم يكتف آرثر بالاختراع وإنما نجح في إقناع مئات رجال الأعمال الأفارقة في توفير هذه الأجهزة اللوحية مجاناً للمرضى المحتاجين.

 

ويعمل موسي مع عدد من زملائه البريطانيين على تسجيل 1000 كلمة شكر لآرثر تستعرض ضمن فيلم مخصص لتجربته اليافعة المثيرة.

 

أعجبتني جدًا مبادرة هذا الشاب الكاميروني، وتساءلت ماذا يمنع أن نشاهد تجارب مماثلة في مجتمعاتنا العربية تتناول شخصيات عملت بمثابرة في سبيل تنمية مجتمعاتنا وأبنائها؟

 

يكمن إعجابي في أن هذا التفاعل الإيجابي سيحفز آرثر ويستفزه للقيام بالمزيد للمجتمع الذي أظهر له الوفاء والحب.

 

لدينا مبادرات إنسانية رائعة أشاعتها وعززتها المنصات الإعلامية الجديدة. لكن لدينا نقص كبير أيضا في الاحتفاء بالمبدعين والملهمين.

ليس بالضرورة أن نصنع لهم أفلاما. هناك الكثير من الطرق التي بوسعنا أن نقوم بها لرسم بسمة على وجوههم وإظهار امتناننا تجاههم. وسم ”هاشتاق” في ”تويتر” و”فيسبوك” و”انستجرام”. مقالات أو تدوينات. معارض أو حوارات أو حلقات نقاش.

 

نحن أوفياء مع الموتى فقط. هل يحتاج إلى أن ننتظر موت أحدنا، لا سمح الله، لنعبر له عن تقديرنا له أو لها. أليس الأحياء جديرون بمشاعرنا كذلك.

قلوبنا إذا لم نعودها على إفشاء المحبة ستتخشب. والخشب جامد لا ينبض. أخشى أن يأتي يوم نبحث فيه عن قلوبنا ولا نعثر عليها. فنحن فقدناها بعد أن أسأنا استعمالها.


بقلم عبدالله المغلوث

قصة الرحيل التي انتجت موقع انستغرام !!



من أصعب القرارات، التي تواجه المرء في مجتمعاتنا العربية قرار الرحيل عن وظيفة أو مجال أو مكان. إذا ارتبطنا بشيء ظللنا أسرى له كأنه حكم مؤبد.

لا بأس أن نستمر في مكان يمنحنا السعادة ونحصد فيه ما زرعنا، لكن من الانتحار أن نبقى في جهة تستنزف طاقتنا بلا مقابل وتبتلع أحلامنا.

الرحيل، كالدواء نضطر إلى أن نتجرع مرارته؛ لنشفى. الكثير شفوا من أحزانهم وآلامهم وأوجاعهم عندما غادروا أماكن أو حتى أشخاصا.


ضحكوا علينا بأمثال كـ: ”امسك مجنونك لا يجيك أجن منه”، أو ”امسك قردك لا يجيك أقرد منه”. صار هذان المثالان وأشقاؤهما سيوفا مسلطة على أعناق أي شخص يرغب في خوض تجربة جديدة فلا يخوضها. فهذه الثقافة اليائسة التي ترفض الجديد وتعزز الانهزامية حرمت الكثير منا من طرق أبواب واعدة بحجج وذرائع واهية.


تؤكد سيرة الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم، ومن بعده الصحابة ـــ رضي الله عنهم، وحديثا العلماء المعاصرين، أنه لا نجاح في رحلات كلاسيكية. النجاح سيكون حليف كل من سعى وراء هدفه بكل ما أوتي من شغف وحماسة وإيمان.

أكثر اللحظات صعوبة هي لحظات التفكير بقرار المغادرة. إنه كالحمل تمامًا يرهق ويتعب ويوجع. لكن النتيجة تستحق هذه التضحية.


لقد قرر الشاب كيفن سيستروم، أن يغادر شركة جوجل الشهيرة، التي كان يصعد فيها؛ لأنه مؤمن بأن هناك خيارًا أشهى في انتظاره حتى لو كان صغيرًا وغير واضح المعالم.

فالورد الزاهي الجميل ينهض من بذور صغيرة. تحالف كيفن مع زميله مايك كريجر وأسسا في تشرين الأول (أكتوبر) 2010 تطبيق إنستاجرام لمشاركة الصور بعد أن انصرف الأول عن ”جوجل” والثاني عن ”مايكروسوفت”. لو ظلا في مكانيهما السابقين لما استطاعا أن يحققا حلمهما ويؤسسا الموقع الذي أصبح الملاذ الافتراضي لملايين المستخدمين في شتى أنحاء العالم.


الرحيل لا ينحصر في وظيفة أو جامعة. أحيانا ينبغي أن نرحل عن صديق أو رفيق. يفضل أن نعيد حساباتنا في قائمة أصدقائنا. بعض الأصدقاء يحولون حياتنا إلى جحيم بسبب روتينهم ونمط حياتهم الرتيب. قد تنتقل العدوى السلبية منهم إلينا وحينها سنكتسب صفاتهم وننغمس في سوداوية تغمر حياتنا وتؤثر في مستقبلنا.

إذا فقد أحدنا الرغبة في التغيير عليه أن يفتش مليا في أعماقه ومحيطه لعل هناك ما يستحق أن ننفصل أو ننصرف عنه. ينبغي أن ننتزع بعض ما يحول بيننا وأحلامنا.

إن الرغبة في التجديد غريزة إذا انطفأت علينا أن نبحث عن السبيل في إشعالها مهما كلف الأمر.


قد يكون الثمن باهظا للعودة إلى فطرتنا. قد يتطلب تغييرا رئيسا في حياتنا. التحلي بالشجاعة هو الخطوة الأهم لاستعادة طموحنا الذي يضيء مشوارنا الشائك.

علينا أن نؤمن بأن الرحيل كالقهوة مرة لكنها ضرورة تمنح أيامنا إثارة جديرة به.



بقلم عبدالله المغلوث

ماذا حصل له عندما ترك استخدام التويتر ؟


آدم برولت يتحدث عن تجربته


كتب آدم برولت، مقالة جميلة وطويلة، عن انقطاعه عن تويتر بعد إدمان لسنوات
سأضع بين أيديكم مقدمة مقالته، التي ترجمتها بتصرف، مع تعليقي الموجز عليها.
انضممت إلى تويتر في يوليو 2006 (يوزري رقم 1568)، أي من أوائل من سجلوا في هذا الموقع، واستخدمته دون انقطاع أبدا منذ نهاية 2007.


لعب تويتر دورا عظيما في حياتي. تعرفت على أشخاص عن طريقه، صاروا من أعز أصدقائي حاليا. منحنى زملاء عمل جدد اكتشفنا بعضنا من خلال تويتر.
لذلك من الصعب التعايش مع فكرة الانصراف عن تويتر أو حتى الابتعاد عنه. اعتقدت أنها ستكون تجربة صعبة. لكنها كانت خلاف ذلك. كانت تجربة تعليمية ملهمة.

وعليّ أن أوضح أنه لم يكن هناك سببا قاهرا وراء قرار توقفي عن تويتر. قرار مفاجئ. انتابني وأنا أسير ذات مساء. شعرت بصوت داخلي يدعوني للتوقف. أحسست بسلام إزاء هذا الشعور. مسحت كل تطبيقات الشبكات الاجتماعية في أجهزتي: الآي فون، لابتوب، آي باد.

لابد أن أؤكد على عبارة السلام الداخلي الذي غمرني.

شعرت بسلام في أول ليلة بعيدا عن تويتر لم أشعر بها منذ فترة. خرجت مع زوجتي كريستي، رقصت مع أطفالي، وقرأت كتاباً لنفسي لأول مرة منذ فترة طويلة.”
ما كتبه آدم ساحر. ساحر جدا. وربما نسقطه على أشياء كثيرة في حياتنا وليس على تويتر فحسب.

ندمن على أشياء كثيرة، مثل: استراحات.. مقاهٍ… أصدقاء.. أجهزة طقوس.. مواقع.. ونعتقد أننا سنعاني بدونها. لكن الحقيقة قد تكون خلاف ذلك تماما.
هناك الأجمل دوماً بيد أننا نسيناه أو أهملناه أو لم نقدر قيمته.

نحتاج دائما إلى أن نعود إلى حياتنا أو نستكشف جوانب جديدة حتى لا نحبس أنفسنا داخل قضبان النمطية التي تنعكس سلبا على أمزجتنا.

إنني لا أدعو للإقلاع عن تويتر أو أي شيء آخر. أدعو فقط إلى الانصراف عنها قليلا؛ لاستكشاف جوانب أخرى أو العودة إلى الواقع الذي ابتعدنا عنه، فربما أعدنا حساباتنا إزاء الكثير من الأمور.

شخصيا، جربت قبل فترة قصيرة، الابتعاد عن تويتر لمدة أسبوع بسبب ظروف دراسية، واكتشفت أن إنتاجي الدراسي ارتفع، ووقتي بات يتسع لأشياء لم أكن أملك الوقت لها بسبب تويتر، ناهيك عن أثرها الإيجابي على معنوياتي.
إنّ أحد ألد أعداء البشر هو الروتين.

جرب أن تتناول قطعة شوكلاتة تعشقهاً يومياً بإسراف. ستفقد طعمها. لكن جرب أن تتذوقها بتقشف. ستشتاق إليها.


بقلم عبدالله المغلوث

السبت، 24 يناير 2015

روب لو .. الشاب الذي عرف فشله الجميع حتى أثبت لهم عكس ذلك



ستشاهد في كل مطار حقيبة أطفال متنكرة بزي حافلة صغيرة أو على هيئة نمر يجرها أو يمتطيها بنت أو ولد صغيران. ستعتقد أن هذه الحقيبة التي تحمل العلامة التجارية (ترنكي) هي ثمرة مشروع يقف خلفه عشرات المستثمرين الذين آمنوا بهذه الفكرة. ستتوقع أن هذه الحقيبة، التي ترتدي عشرات الألوان والأشكال مشروع نال الكثير من القروض والتسهيلات حتى يتوافر بسخاء من حولنا.

 لكن الحقيقة خلاف ذلك. فهذه الحقيبة المبتكرة، الرشيقة والملونة، التي يستطيع الطفل أن يقودها أو تقوده، أبصرت النور بعد معاناة حتى وقفت على أقدامها الصغيرة ثم طارت من بلد إلى آخر.

لقد رفض برنامج بي بي سي BBC الخاص بريادي الأعمال Dragon، عام 2006، مشروع هذه الحقيبة، التي ابتكرها الشاب البريطاني، روب لو.

رأت لجنة تحكيم البرنامج أن هذه الحقيبة غير عملية. بريق خادع. لم تكتف اللجنة بانتقاد الفكرة بشكل سافر وعنيف وإنما جر أحد أعضائها سحاب إحدى الحقائب التي عرضها روب بقوة حتى قطعه أمام المشاهدين. ونظر إلى مبتكرها بتهكم: ”لم تصمد فكرتك أكثر من 10 دقائق. كيف ستصمد في السوق أمام مئات المنافسين؟”.

شجع هذا الرفض روب على تحويل الفكرة إلى واقع رغم العوائق، التي واجهها. أغلق أمامه باب. لكن ما زالت هناك آلاف الأبواب التي لم يطرقها.

أثر البرنامج سلبيا على اسم روب. لم ترحب به الكثير من المصانع التي عرض عليها حقيبته. استمر في المحاولة حتى عثر على مصنع آمن بالفكرة تماما. ساعد روب على صناعة كمية محدودة والتكلفة يستقطعها المصنع من روب عبر الأرباح خلال 5 سنوات.

قام روب بعد 4 أشهر فقط أن يدفع للمصنع التكلفة كاملا. وقع مع وكالات ومصانع في الشرق والغرب لتوريد كميات كبيرة من حقيبته.

باع روب حتى يونيو 2012 فقط أكثر من مليون حقيبة في 1500 محل في 62 دولة وصار من الأثرياء الجدد في وطنه. الرفض أحيانا يعطينا دافعا أكثر من الموافقة. يستفزنا ويحفزنا ويحرضنا على الانتقام من المثبطين والمشككين.



يقول روب: ”أصدقائي الذين فازوا بالبرنامج لم يحققوا نفس نجاحي. ربما يكون الرفض محفزا إضافياً”.

لم يهزم تهكم عضو لجنة التحكيم، المبتكر روب، بل زاده إصرارا. من ألا يصمد أمام كلمة غير جدير بالفوز. يحتاج الانتصار إلى إيمان كبير يقف في وجه أي تحديات.

لا يوجد مجتمع خال من المثبطات والمثبطين. لكن توجد صدور فارغة من اليأس. هذه الصدور هي التي ينال أربابها ما يريدون؛ لأنهم لا يسمحون لأحد أن ينال من أحلامهم أو أفكارهم.

حافظ على أحلامك. إنها أغلى ما تملك.


بقلم عبدالله المغلوث

قصة نجاح ماركة برادا العالمية ... بقيادة فتاة !



افتتح ماريو وشقيقه مارتينو عام 1913 متجراً لبيع الحقائب الجلدية النسائية في ميلان الإيطالية. واجه المتجر تحديات جسيمة للبقاء على قيد الحياة؛ إثر الإقبال المحدود من الزبائن.

حاول ماريو أن يعيد الحياة إلى متجره بشتى الطرق. تعاقد مع بائعين من ذوي الخبرة وخفّض الأسعار وزاد ساعات العمل دون جدوى. عرض عليه شقيقه أن يوظِّف بعض فتيات عائلتهما المبدعات في المشروع، لكن ماريو رفض رفضاً قاطعاً. كان يكرّر: “النساء لا يصلحن للتجارة، إنما للشراء”.

حرص ماريو عندما تقدَّم في السن ومرض أن يخلفه ابنه في إدارة المتجر. قام باصطحابه معه وتعليمه أساسيات العمل.

عندما تُوفي ماريو تحوّلت إدارة المتجر تلقائياً إلى ابنه. لكن ابنه في قرار مفاجئ رفض معللاً بأنه لا يحب هذا العمل. لقد كان يذهب إلى المتجر مجاملة لأبيه. توصّل الابن إلى صيغة لبيع هذا المتجر.

لكن عندما علمت شقيقته لويزا بالأمر طلبت منه ألا يبيعه؛ لتديره بنفسها. رأت أنه من واجبها المحافظة على اسم المتجر، الذي يحمل اسم العائلة، ولا سيما أنها تملك الرغبة. لم يقبل شقيقها عرضها؛ كونه يتعارض مع مبادئ أبيهما. لكن لويزا أصرّت على طلبها حتى تدخّلت المحكمة وفضّت النزاع لمصلحة لويزا بعد أن قامت بدفع بعض المستحقات المالية لشقيقها.

تغيّر كل شيء حينما تولت لويزا الإدارة. تعاقدت مع مصمّمين جدد، ووظّفت بعض زميلاتها للعمل في وحدة الإنتاج. الحس الأنثوي انعكس على الحقائب والمبيعات.

لم تكتف لويزا بالحقائب اليدوية بدأت في إنتاج أحذية وإكسسوارات. قفز متجر “برادا” قفزة كبيرة في عهدها. دفعها هذا النجاح إلى افتتاح شركة أنجبت فروعاً مختلفة.

 فبعد أن كان المتجر مهدّداً بالاندثار أصبح إحدى أهم العلامات التجارية العالمية. ففي عام 1990 حصل “برادا” على المرتبة الأولى كأهم بيوت الأزياء العالمية، وفي عام 2010 تجاوزت مبيعاته 5 مليارات دولار.

أثبتت لويزا أن نظرة والدها كانت خاطئة تجاه الإناث. أثبتن تميزهن في إدارة المشروع على نحو لافت. إنها دعوة لمراجعة قناعاتنا واختبارها فربما نكون ضحايا لقناعات  غير صحيحة تقودنا إلى نهايات تعيسة.


حتى لا تكرّر لويزا خطأ والدها عرضت على أبنائها وأقاربها العمل معها دون أن تفرضه عليهم. كانت ابنتها ميوشيا، الوحيدة التي أبدت اهتماماً كبيرًا. بدأت العمل مع أمها منذ أن كان عمرها 17 عاماً. تعاملت معها والدتها بمرونة جعلتها توفق بين دراستها وعملها حتى أصبحت على رأس هرم الشركة.

 

لم يمنع ميوشيا نجاحها التجاري من نجاحها العلمي. تابعت دراستها وحصلت على الدكتوراه في العلوم السياسية. كانت مؤمنة مثل أمها بأن الشغف يبدّد أي صعوبات.

لا شيء مثل الحب. إنه يفتّت جبل التحديات إلى أحجار صغيرة تدوسها لتواصل الطريق.


بقلم عبدالله المغلوث

قصة سعيدة العمري ... من خادمة إلى معلمة ؟


أضحت، سعيدة العمري، يتيمة منذ أن كانت في الخامسة من عمرها. عاشت مع أمها وزوجها الجديد في مدينة عنك الوادعة.

عانت مبكراً من الفقر. لم تكن تملك من السعادة سوى اسمها. اضطرت أن تعمل فور أن تخرجت في الثانوية العامة. كانت في حاجة ماسّة إلى النقود؛ لتساعد أمها على إعالة إخوتها الصغار وسد جوعهم.

عملت بائعة في قرطاسية في جامعة الملك فيصل في الدمام مقابل ألف ريال راتباً شهرياً، تتقاسمه مع سائق الحافلة، التي تقلها إلى مقر عملها البعيد. وضعها القدر أمام بعض زميلاتها السابقات.

كانت تراقبهن وهن يتجوّلن ويدخلن المحاضرات بينما هي تتألم، وتسأل نفسها: متى أصبح مثلهن؟ واقعها لا يجعلها تسبح في خيالها طويلاً، توقظها أصوات الطالبات اللواتي يلححن عليها لتحاسبهن، كي يعدن إلى أحلامهن، ويتركونها تصارع قسوة الحياة وحيدة.

رغم ظروفها الصعبة وجديتها لم تجدّد الجامعة عقدها. تزامن الاستغناء عنها مع انفصال والدتها عن زوجها. فازدادت ظروفها وحالتها النفسية تعقيداً. فلا وظيفة ولا عائل ولا غذاء. لا تأكل سوى الضجر ولا تسمع سوى النحيب. فتح الله لها نافذة بعد أن كاد اليأس يخنقها.

عملت “مراسلة” في مستوصف في الدمام بـ 1200 ريال. لكن لم تستمر طويلاً. تعرّضت لمضايقات في العمل أجبرتها على مغادرته رغم حاجتها إلى كل ريال. قدّمت ملفها إلى كل مكان. ظفرت بعد معاناة بوظيفة “عاملة نظافة” في مجمع الأمير سلطان لتأهيل المعوقين في الدمام عام 2002 براتب قدره 1700 ريال.

 كانت تعتني بنحو 30 طفلاً من ذوي الإعاقة تحملهم على كتفها إلى دورات المياه لتنظفهم ومن ثم تعيدهم إلى غرفهم. وبعد أن تغادر المجمع تذهب إلى منزلها لتستعد لتخدم في إحدى الزواجات والمناسبات كـ “عاملة ضيافة” لمساعدة أمها على مصروفات المنزل. لم يذهب جهدها هباءً. بعد نحو تسعة أشهر من عملها رزقها الله من حيث لا تحتسب. تزوجت، وعُيِّنت عاملة جديدة تساعدها على العناية بالأطفال. وحصلت على ترقية.

أتاحت لها وظيفتها الجديدة الحصول على دورات في الكمبيوتر، وأخرى في التعامل مع ذوي الإعاقة، مكّنتها من العمل مساعدة معلمة في المجمع براتب 2400 ريال بتشجيع من المشرفة الفنية، هيلدا إسماعيل.

ارتدت سعيدة زي المعلمات، وارتفع سقف أحلامها، وها هي على مشارف الحصول على البكالوريوس انتساباً من جامعة الملك فيصل في تخصُّص تربية خاصّة.

أغلبنا واجه مشكلات أقل من سعيدة.. لكنها ثابرت.

إن أحلامنا كالأشجار تحتاج فقط إلى أن نسقيها لتكبر وتثمر.


بقلم عبدالله المغلوث

قصة رجل الأعمال الذي تنكر على شكل متشرد


يواغي عمر


رى رجل أعمال كندي أن أفضل طريقة لزيادة عدد المحسنين في مدينته هو تشجيع المحسنين أنفسهم لمواصلة إحسانهم.

يقوم سنويًا بالتنكر كمتشرد. يتكور في ركن قصي في الشارع، منتظرًا عطف المارة. يكافئ كل من يمنحه نقودًا بتذكرة سفر أو ساعة ثمينة أو مبلغ مادي كبير. كشف أمره ريادي الأعمال الكندي، يواغي عمر، الذي أشفق عليه ومنحه بعض النقود، لكنه فوجئ بالمتشرد يمسك يده ويعطيه مبلغا ماديا كبيرا إثر ما قام به.

رفض عمر المبلغ الكبير، بيد أن المتشرد المتنكر شرح له سبب ما يقوم به. ألح عليه أن يدفع عنه إيجار هذا الشهر على الأقل وهو ما يقدر بنحو 400 دولار. وافق عمر بعد أن رسم الموقف ابتسامة كبيرة على وجهه. وسأله قبل أن يغادر عن اسمه، لكن المتشرد رفض قائلا :”هل تريد أن تفسد فرحتي؟”.

الإحسان لا يقتصر على مكان وزمان محددين. في الأرجنتين قام أحد الأثرياء بتوزيع مكافآت مادية كبيرة لكل شخص يقوم بتنظيف مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة المنتشرة في البلاد. وزع المبالغ على بعض هذه المراكز. تقوم إداراتها بتسليم هذه المكافآت لكل من يبادر إلى المساعدة على تنظيف هذه المراكز.

أسهمت هذه الخطوة في تخفيف الأعباء المالية عليها وتحسن دخل بعض ذوي الدخل المحدود الذين تهافتوا على المراكز للتنظيف والحصول على مكافآت.

توفي هذا الثري الأرجنتيني منذ سنوات، لكن لم تتوف مبادرته التي بذرها في مجتمعه. فما زال كثير من مواطنيه يقومون بتنظيف هذه المراكز. ترددهم على هذه المراكز مبكرا جعلهم يحسون بالحاجة الماسة إلى جهودهم، ما جعلهم يواصلون العطاء بسخاء أكبر وبلا مقابل.

أعرف في الخبر شابا يقوم مع بداية كل فصل دراسي بإرسال إيميل إلى مجموعة من الأصدقاء للعمل على تنظيف بعض المدارس الابتدائية. ويبادر في كل عام بشراء نحو 100 حقيبة يضع في داخلها ما جاد صنعه من الأدوات المدرسية لتوزعها المدرسة على الطلبة المستجدين؛ لتحفيزهم وتشجيعهم.

لاحظت أن كثيرا من الأصدقاء اقتفوا أثره وابتكروا مبادرات نبيلة وذكية.

علينا أن ندرك أن الإحسان فعل معد. كلما تحدثنا وكتبنا حوله تشجعنا وبادرنا للقيام به.

مجتمعاتنا بحاجة إلى ابتكار خطوات في الإحسان تعكس النبل الذي يستوطن أحشاءنا.

إذا قمت بعمل جيد، شاركه، باسمك أو دونه، وتذكر أن عملك سينتشر في الأرجاء. أجرك سيتضاعف، ومبادرتك ستكبر.

قد تغيب عنا الأفكار، وإنما لا تغرب في داخلنا الرغبة في فعل الخير.

إن الإحسان كالعطر. ترشه عليك، لكننا كلنا سننعم بالرائحة الزكية.


بققلم عبدالله المغلوث