الأحد، 25 يناير 2015

هل تعلم عن قصة الطالب الكاميروني صياد الطلاب ؟



هل لديك قلب”؟. سؤال يستخدمه طالب كاميروني كسِنَّارة يصطاد بها الطلاب العابرين أمامه. إذا نجح طُعم هذا الطالب في إيقافك سيطلب منك المشاركة بكلمة لا تتجاوز عشر ثوان ضمن فيلم يقوم به يتناول قصة نجاح مهندس أنقذ حياة أبيه وآلاف المرضى. كنت من المحظوظين الذين اصطادهم الشاب الكاميروني، موسى نسامي، بسنارته.

 أخبرني أنه بصدد عمل فيلم يتحدث عن نجاح مهندس كاميروني شاب عمره 25 عامًا، واسمه، آرثر زانج. لقد قام هذا المهندس بصناعة جهاز كمبيوتر لوحي يُمكِّن المرضى من الخضوع لفحوصات للقلب دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى.

 وأشار الطالب إلى أن مواطنه استطاع بهذا الاختراع أن ينقذ حياة أبيه والكثير من المرضى في إفريقيا، الذين يقطنون قرى ومدنا نائية ولا يستطيعون تكبد وعثاء السفر إلى المدن الرئيسة؛ للخضوع للكشف. ويعاني والد الطالب موسي من مرض مزمن في القلب يتطلب فحصا دورياً. لكن المشكلة، التي كانت تواجهه هي تعذر وجود مواصلات تقله من منزله إلى العاصمة؛ بسبب الفاقة وقلة الحيلة. 

ساعد هذا الجهاز اللوحي الصغير والد نسامي في إجراء الفحوصات وهو مستلق على سرير منزله المتواضع. وفور أن ينتهي المريض من إجراء الفحوصات عبر الجهاز اللوحي تصل الطبيب على جهازه المكتبي في المستشفى رسالة إلكترونية تشتمل على النتائج التي قرأها الجهاز.

 

لقد خضع هذا الجهاز، قبل الحصول على براءة اختراع، للعديد من الاختبارات المتخصصة، التي أثبتت دقته وفاعليته حسب مجلة ”فوربز”، شباط (فبراير) 2012.

وسجل نسامي حتى الآن نحو 860 كلمة من طلاب من كافة أرجاء العالم يعبرون فيها عن شكرهم للمهندس الكاميروني آرثر زانج، بسبب اختراعه وعمله في سبيل مساعدة المرضى. فلم يكتف آرثر بالاختراع وإنما نجح في إقناع مئات رجال الأعمال الأفارقة في توفير هذه الأجهزة اللوحية مجاناً للمرضى المحتاجين.

 

ويعمل موسي مع عدد من زملائه البريطانيين على تسجيل 1000 كلمة شكر لآرثر تستعرض ضمن فيلم مخصص لتجربته اليافعة المثيرة.

 

أعجبتني جدًا مبادرة هذا الشاب الكاميروني، وتساءلت ماذا يمنع أن نشاهد تجارب مماثلة في مجتمعاتنا العربية تتناول شخصيات عملت بمثابرة في سبيل تنمية مجتمعاتنا وأبنائها؟

 

يكمن إعجابي في أن هذا التفاعل الإيجابي سيحفز آرثر ويستفزه للقيام بالمزيد للمجتمع الذي أظهر له الوفاء والحب.

 

لدينا مبادرات إنسانية رائعة أشاعتها وعززتها المنصات الإعلامية الجديدة. لكن لدينا نقص كبير أيضا في الاحتفاء بالمبدعين والملهمين.

ليس بالضرورة أن نصنع لهم أفلاما. هناك الكثير من الطرق التي بوسعنا أن نقوم بها لرسم بسمة على وجوههم وإظهار امتناننا تجاههم. وسم ”هاشتاق” في ”تويتر” و”فيسبوك” و”انستجرام”. مقالات أو تدوينات. معارض أو حوارات أو حلقات نقاش.

 

نحن أوفياء مع الموتى فقط. هل يحتاج إلى أن ننتظر موت أحدنا، لا سمح الله، لنعبر له عن تقديرنا له أو لها. أليس الأحياء جديرون بمشاعرنا كذلك.

قلوبنا إذا لم نعودها على إفشاء المحبة ستتخشب. والخشب جامد لا ينبض. أخشى أن يأتي يوم نبحث فيه عن قلوبنا ولا نعثر عليها. فنحن فقدناها بعد أن أسأنا استعمالها.


بقلم عبدالله المغلوث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق