السبت، 24 يناير 2015

روب لو .. الشاب الذي عرف فشله الجميع حتى أثبت لهم عكس ذلك



ستشاهد في كل مطار حقيبة أطفال متنكرة بزي حافلة صغيرة أو على هيئة نمر يجرها أو يمتطيها بنت أو ولد صغيران. ستعتقد أن هذه الحقيبة التي تحمل العلامة التجارية (ترنكي) هي ثمرة مشروع يقف خلفه عشرات المستثمرين الذين آمنوا بهذه الفكرة. ستتوقع أن هذه الحقيبة، التي ترتدي عشرات الألوان والأشكال مشروع نال الكثير من القروض والتسهيلات حتى يتوافر بسخاء من حولنا.

 لكن الحقيقة خلاف ذلك. فهذه الحقيبة المبتكرة، الرشيقة والملونة، التي يستطيع الطفل أن يقودها أو تقوده، أبصرت النور بعد معاناة حتى وقفت على أقدامها الصغيرة ثم طارت من بلد إلى آخر.

لقد رفض برنامج بي بي سي BBC الخاص بريادي الأعمال Dragon، عام 2006، مشروع هذه الحقيبة، التي ابتكرها الشاب البريطاني، روب لو.

رأت لجنة تحكيم البرنامج أن هذه الحقيبة غير عملية. بريق خادع. لم تكتف اللجنة بانتقاد الفكرة بشكل سافر وعنيف وإنما جر أحد أعضائها سحاب إحدى الحقائب التي عرضها روب بقوة حتى قطعه أمام المشاهدين. ونظر إلى مبتكرها بتهكم: ”لم تصمد فكرتك أكثر من 10 دقائق. كيف ستصمد في السوق أمام مئات المنافسين؟”.

شجع هذا الرفض روب على تحويل الفكرة إلى واقع رغم العوائق، التي واجهها. أغلق أمامه باب. لكن ما زالت هناك آلاف الأبواب التي لم يطرقها.

أثر البرنامج سلبيا على اسم روب. لم ترحب به الكثير من المصانع التي عرض عليها حقيبته. استمر في المحاولة حتى عثر على مصنع آمن بالفكرة تماما. ساعد روب على صناعة كمية محدودة والتكلفة يستقطعها المصنع من روب عبر الأرباح خلال 5 سنوات.

قام روب بعد 4 أشهر فقط أن يدفع للمصنع التكلفة كاملا. وقع مع وكالات ومصانع في الشرق والغرب لتوريد كميات كبيرة من حقيبته.

باع روب حتى يونيو 2012 فقط أكثر من مليون حقيبة في 1500 محل في 62 دولة وصار من الأثرياء الجدد في وطنه. الرفض أحيانا يعطينا دافعا أكثر من الموافقة. يستفزنا ويحفزنا ويحرضنا على الانتقام من المثبطين والمشككين.



يقول روب: ”أصدقائي الذين فازوا بالبرنامج لم يحققوا نفس نجاحي. ربما يكون الرفض محفزا إضافياً”.

لم يهزم تهكم عضو لجنة التحكيم، المبتكر روب، بل زاده إصرارا. من ألا يصمد أمام كلمة غير جدير بالفوز. يحتاج الانتصار إلى إيمان كبير يقف في وجه أي تحديات.

لا يوجد مجتمع خال من المثبطات والمثبطين. لكن توجد صدور فارغة من اليأس. هذه الصدور هي التي ينال أربابها ما يريدون؛ لأنهم لا يسمحون لأحد أن ينال من أحلامهم أو أفكارهم.

حافظ على أحلامك. إنها أغلى ما تملك.


بقلم عبدالله المغلوث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق